فصل: (سورة غافر: آية 48):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة غافر: آية 47]:

{وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {إذ} اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، {في النار} متعلّق بحال من فاعل {يتحاجوّن} الفاء عاطفة {للذين} متعلّق ب {يقول} {إنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه {لكم} متعلّق ب {تبعا} الفاء عاطفة {هل} حرف استفهام.
{عنّا} متعلّق ب {مغنون} {نصيبا} مفعول به لاسم الفاعل مغنون بتضمينه معنى حاملون، {من النار} متعلّق بنعت ل {نصيبا}.
جملة: اذكر {إذ يتحاجّون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يتحاجّون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يقول الضعفاء} في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتحاجّون.
وجملة: {استكبروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {إنّا كنّا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كنّا لكم تبعا} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {هل أنتم مغنون} في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا كنّا..

.[سورة غافر: آية 48]:

{قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48)}.

.الإعراب:

{كلّ} مبتدأ مرفوع، {فيها} متعلّق بخبر المبتدأ كلّ قد حرف تحقيق {بين} ظرف منصوب متعلّق ب {حكم}.
جملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {استكبروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {إنّا كلّ فيها} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كلّ فيها} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّ اللّه قد حكم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {قد حكم} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الفوائد:

مسألة وخلاف:
شجر خلاف بين النحويين في إعراب {كلا} في من قرأ {إنا كلّا فيها} مع أن القراءة المشهورة هي الرفع. أما قراءة الرفع فلا إشكال فيها، فقال الأخفش: كلّ: مرفوع بالابتداء. وأجاز الكسائي والفراء {إنا كلا فيها} بالنصب على النعت والتأكيد للضمير في {إنا}. وكذلك قرأ ابن السميقع وعيسى بن عمر. والكوفيون يسمون التأكيد نعتا، ومنع ذلك سيبويه، قال: لأن كلّا لا تنعت ولا ينعت بها، ولا يجوز البدل فيه لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره. وقال معناه المبرد، قال: لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا لأنه مخاطب، ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما.
وأجاز الفراء والزمخشري أن تقطع كل المؤكد بها عن الإضافة لفظا، تمسكا بقراءة بعضهم {إنا كلا فيها}. وخرجها ابن مالك على أن كلا حال من ضمير الظرف، وفيه ضعف من وجهين: تقديم الحال على عامله الظرف، وقطع كل عن الإضافة لفظا وتقديرا لتصير نكرة فيصبح حالا، والأجود أن تقدر كلا بدلا من اسم إنّ، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر، بدل كل، لأنه مفيد للإحاطة، مثل: قمت ثلاثتكم، وبدل الكل لا يحتاج إلى ضمير، ويجوز لكل أن تلي العوامل إذا لم تتصل بالضمير نحو جاءني كل القوم فيجوز مجيئها بدلا، بخلاف جاءني كلهم فلا يجوز إلا في الضرورة، فهذا أحسن ما قيل في هذه القراءة.

.[سورة غافر: آية 49]:

{وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذابِ (49)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة- أو عاطفة {في النار} متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين {لخزنة} متعلّق ب {قال} {يخفّف} مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو {عنّا} متعلّق ب {يخفّف} منصوب {من العذاب} متعلّق ب {يخفّف} ومفعوله محذوف أي شيئا.
جملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ادعوا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يخفّف} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوا ربّكم يخفّف.

.البلاغة:

وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: {لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ}.
وضع جهنم موضع الضمير، للتهويل والتفظيع، أو لبيان محلهم فيها، بأن تكون جهنم أبعد دركات النار، وفيها الكفرة، أو لكون الملائكة الموكلين بعذاب أهلها أقدر على الشفاعة، لمزيد قربهم من اللّه تعالى.

.[سورة غافر: آية 50]:

{قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الواو عاطفة {تك} مضارع مجزوم ناقص وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره هم يعود على رسلكم، وفيه تنازع، و{رسلكم} فاعل تأتيكم مرفوع {بالبيّنات} متعلّق بحال من رسلكم {بلى} حرف جواب، والمجاب عنه محذوف، أي: أتونا.
فكذّبناهم الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر الواو استئنافيّة ما نافية مهملة {إلّا} للحصر {في ضلال} متعلّق بخبر المبتدأ دعاء.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لم تك تأتيكم} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أتركتكم رسلكم ولم تك تأتيكم.
وجملة: {تأتيكم رسلكم} في محلّ نصب خبر تك.
وجملة: {قالوا} الثانية لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {بلى والمجاب عنه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قالوا} الثالثة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ادعوا} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الدعاء فادعوا وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما دعاء الكافرين إلّا في ضلال} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة غافر: الآيات 51- 52]:

{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)}.

.الإعراب:

اللام المزحلقة للتوكيد الواو عاطفة في الموضعين {الذين} موصول في محلّ نصب معطوف على رسلنا {في الحياة} متعلّق ب {ننصر} {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور أي وننصرهم يوم يقوم.
جملة: {إنّا لننصر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ننصر} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يقوم الأشهاد} في محلّ جرّ مضاف إليه.
(52) {يوم} بدل من يوم السابق منصوب لا نافية الواو عاطفة {لهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {اللعنة} ومثله {لهم} الثاني..
وجملة: {لا ينفع} {معذرتهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {لهم اللعنة} في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ينفع..
وجملة: {لهم سوء} في محلّ جرّ معطوفة على جملة لهم اللعنة.

.[سورة غافر: الآيات 53- 54]:

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (53) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (54)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {الهدى} مفعول به ثان منصوب وكذلك {الكتاب} {هدى} مفعول لأجله منصوب، {لأولي} متعلّق بذكرى.
جملة: {آتينا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أورثنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.

.[سورة غافر: آية 55]:

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (55)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر الواو عاطفة في المواضع الثلاثة {لذنبك} متعلّق ب {استغفر} {بحمد} متعلّق بحال من فاعل سبّح {بالعشيّ} متعلّق ب {سبّح}.
جملة: {اصبر} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن آذاك قومك فاصبر كما صبر موسى.
وجملة: {إنّ وعد اللّه حقّ} لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة-.
وجملة: {استغفر} معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: {سبّح} معطوفة على جملة اصبر.

.[سورة غافر: آية 56]:

{إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}.

.الإعراب:

{إنّ الذين} {أتاهم} مرّ إعرابها، إن حرف نفي {في صدورهم} خبر مقدّم للمبتدأ كبر {إلّا} أداة حصر ما نافية عاملة عمل ليس {بالغيه} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {باللّه} متعلّق ب {استعذ} {هو} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {البصير} خبر ثان مرفوع.
جملة: {إنّ الذين يجادلون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يجادلون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أتاهم} في محلّ جرّ نعت لسلطان.
وجملة: {إن في صدورهم إلّا كبر} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {ما هم ببالغيه} في محلّ رفع نعت لكبر.
وجملة: {استعذ} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاؤوك يجادلونك فاستعذ باللّه.
وجملة: {إنّه هو السميع} لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة غافر: الآيات 57- 58]:

{لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ (58)}.

.الإعراب:

اللام لام الابتداء {من خلق} متعلّق بأكبر الواو عاطفة لا نافية.
جملة: {خلق السموات} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لكنّ أكثر الناس لا يعلمون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {لا يعلمون} في محلّ رفع خبر لكنّ.
(58) الواو عاطفة في المواضع الخمسة ما نافية {الذين} اسم موصول في محلّ رفع معطوف على البصير و لا زائدة لتأكيد النفي {المسي ء} معطوف على {الذين} {قليلا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته عامله تتذكّرون ما زائدة لتأكيد القلّة..
وجملة: {ما يستوي الأعمى} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: {تتذكّرون} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{المسي ء} اسم فاعل من الرباعيّ أساء، وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفي اللفظ إعلال بالتسكين بدءا من المضارع، فحقّ الياء أن تكون مكسورة، سكّنت ونقلت حركتها إلى السين قبلها- إعلال بالتسكين-.

.البلاغة:

1- فن الإلجاء: في قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}.
وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، وهو أن يبادر المتكلم خصمه بما يلجئه إلى الاعتراف بصحته، وبهذا صح التحاقه مع ما قبله من الكلام، فإن مجادلتهم في آيات اللّه كانت مشتملة على أمور كثيرة من الجدال والمغالطة واللجاج والسفسطة، وفي مقدمتها إنكار البعث. وهو في الواقع أصل المجادلة ومحورها الذي تدور عليه، فبادر سبحانه إلى مبادهتهم بما يسقط في أيديهم، ويقطع عليهم طرق المكابرة والمعاندة، وهو خلق السموات والأرض، وقد كانوا مقرين بأن اللّه خالقها، وبأنها خلق عظيم، فخلق الناس بالقياس شيء هين، ومن قدر على خلقها مع عظمها كان ولا شك على خلق الإنسان الضعيف أقدر، وهو أبلغ من الاستشهاد بخلق مثله. والأولوية في هذا الاستشهاد ثابتة بدرجتين: إحداهما:
أن القادر على العظيم هو على الحقير أقدر. وثانيتهما: أن مجادلتهم كانت في البعث وهو الإعادة، ولا شك أن الابتداء أعظم وأبهر من الإعادة.
2- التفنن وأسلوب الكلام: في قوله تعالى: {وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِي ءُ}.
حيث قدم سبحانه وتعالى: {الأعمى} لمناسبة العمى ما قبله من نفي العلم، حيث أتى قبله {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} وقدم {الَّذِينَ آمَنُوا} بعد لمجاورة البصير ولشرفهم. وفي مثله طرق أن يجاور كل ما يناسبه كما هنا، وأن يقدم ما يقابل الأول ويؤخر ما يقابل الآخر، كقوله تعالى: {وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ} وأن يؤخر المتقابلان كالأعمى والأصم والسميع والبصير، وكل ذلك من باب التفنن في البلاغة وأساليب الكلام.
3- الالتفات: في قوله تعالى: {قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ}.
العدول من الغيبة إلى الخطاب في مقام التوبيخ، يدل على العنف الشديد.